recent
أخبار ساخنة

جليبيب: الصحابي الذي أحبه النبي ﷺ ولم يعرفه الناس

جليبيب رضي الله عنه: الصحابي الذي أحبه النبي ﷺ ووزفته الجنة

قصة جليبيب رضي الله عنه: دروس في الإيمان والتواضع

مقدمة:

في زحام الحياة، كثيرًا ما يقاس الناس بمظاهرهم، وأموالهم، وأنسابهم، ولكن هناك رجالٌ لا يملكون شيئًا من متاع الدنيا، ومع ذلك فقد ملكوا قلوب الصالحين، بل وتجاوزوا ذلك إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.

أتعرفون مَن هذا ؟!

عبد قصير ، أسود ، أفطس ، فقير ، رث الثياب ، يشرب بڪفيه من المياه الجارية ، أو يغترف من الآبار ، يأڪل ڪسراتِ5 خبز إن وجد ، فإن لم يجد يطوي صائما ، ينام وفراشه الأرض ، ولحافه السماء ، وليس له من مخدة إلا نعليه في فناء مسجد النبي ﷺ .

اليوم، نقف عند سيرة رجل لم يكن يعرفه أحد، ولم يذكره الناس في مجال السهم، لكنه كان قريبًا من قلب النبي ﷺ حتى قال له: "أنت مني وأنا منك" . إنه الصحابيجليبيب رضي الله عنه

الصحابي الذي لا يذكر بين الناس:

رجل كان جليبيبًا فقيرًا، لا يملك مالًا ولا جاهًا، أسود اللون، قصير القامة، أفطس الأنف، يعيش في فناء مسجد النبي ﷺ، يريد على أرض بلا فراش، ولحافه السماء، وليس له من الوسادة إلا نعليه. إذا وجدت كسرات خبز أكلتها، ولم تجد بات صائمًا. لم يكن له أهل، ولم يكن من علية القوم، لذا لم

● يمر يوما والنبي _ﷺ _ جالس بين أصحابه ، ينظر إلى هذا الرجل ، بهذه الحالة .
قال: أتعرفون من هذا؟

  • وإذ بأغلب الصحابة لا يعرفون اسمه ، إن حضر لا يعرف ، ولن يدعى ، وإن غاب لا يفتقد ، ومن الذي يحفظ اسم رجل ڪهذا ؟

● قال النبي _ ﷺ _ إنه جليبيب ، ثم نادى به : ياجليبيب ألا تتزوج ؟

  • فنظر إلى النبي ﷺ لم يتفجع ، لم يتأوه ، لم يقل يارسول ماعندي دنيا ماعندي مال ماعندي ماعندي .
  • ما زاد على أن قال : يا رسول الله ، ومن يزوج جليبيبا في الدنيا ولا مال ولا جاه ؟

● يعرف أن الناس ما زالوا يحڪمون بهذه المقاييس ، إنه ينتظر زواج الآخرة ، فترڪه النبي ﷺ .

  • وفي اليوم الثاني ناداه وهو يمر ، يا جليبيب ألا تتزوج ؟ قال : يارسول الله ومن يزوج جليبيبًا ولا مال ولا جاه؟
  • في اليوم الثالث قال النبي: يا جليبيب ألا تتزوج ؟

● فالتفت مستغربًا من نداء النبي _ ﷺ _ 

  • وقال : قلت لك يارسول الله : ومن يزوج جليبيبًا ولا مال ولا جاه ؟ قال النبي ﷺ : يا جليبيب اذهب إلى بيت فلان الأنصاري واخطب ابنته ، وقل : أرسلني رسول الله ويقول لڪم زوجوني ابنتڪم ، وڪانت الفتاة من أجمل فتيات الأنصار ، فذهب جليبيب وطرق الباب ، وقال: يسلم عليڪم النبي - ﷺ - ويقول : زوجوني ابنتڪم ، فقال الأب : ياجليبيب لامال ولاجاه ڪيف نزوجك ؟

● وصاحت الأم لزوجها : أيزوج جليبيب وهو على هذه الحال لا مال ولا جاه وابنتنا في موقعها وموضعها التي هي فيه؟

● وتسمع الفتاة المؤمنة، فتاة العقيدة ، فتاة التوحيد ، فتاة القرآن والسنة ، فتاة قيام الليل ، تسمع الفتاة المؤمنة ، وتصرخ بوالديها من الداخل : ڪيف هذا ؟ أتردان رسولَ رسولِ الله ﷺ ؟ ! والله إني أجزت زواجي ، وإني قبلت به زوجا !

  • قالا : يا ابنتاه انظريه ، انظري شڪله ، انظري هندامه ، انظري ثوبه ، لامال، ولا جاه .

● قالت : والله لا أرد خاطبا أرسله النبي ﷺ ...

● ويحضر جليبيب لعرسه تلك الليلة ، وبينما مراسيم الزفاف على بساطتها تعقد ، إذ بمنادي الجهاد يصرخ في الخارج : (يا خيل الله ارڪبي) وإذا بجليبيب _ رضي الله عنه _ يترك عروسه في زينتها ، في حلتها ، في أرق وأعذب وأجمل لحظة وصال مابين رجل وامرأة ، ليلة الزفاف ، وإذا به يسحب يده وڪأن عقربًا لدغته ، وينطلق ڪالسهم من الرميح ، ويلتحق بصفوف الجيش نحو الغزوة ، ويقاتل مع الذين يقاتلون ، وتنتهي المعرڪة ، ويأتي النبي

  • _ ﷺ _ ويتفقد أصحابه من الشهداء ، فيعدد الصحابة ڪل الناس إلا جليبيبا لا يذڪره أحد !!
  • قال النبي ﷺ : ألا تفقدون حبيبا ؟
  • قالوا : مَن؟
  • قال: أفقد حبيبي جليبيبًا ، ويبحث عنه النبي _ ﷺ _ فيجده وقد تلوث بالدم ، وأصيب بجراحات بليغة ، وصار وجهه من طين الأرض وترابها ، فينفض عن وجهه ، ويضع رأسه على فخده الشريف .
  • قال النبي ﷺ : جليبيب ، جليبيب ، قتلتَ سبعا من الڪفار ثم قُتِلت ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، ثم أشاح برأسه _ ﷺ _ يمينا ، وقال : أتدرون لم أشحت بوجهي؟
  • قالوا : لم يا رسول الله؟
  • قال : والله إني رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه ، وأعرفه رجلا غيورا ، فأشحت بوجهي حتى لا يغار .

● يا حبيبي يا رسول الله .. بأبي انت وأمى .. يا حبيب الفقراء .. ويا جابر خواطر الضعفاء .

الدروس المستفادة من قصة جليبيب:

  • التواضع لا ينقص من قدر الإنسان : لم يكن جليبيب معروفا
  • القيمة الأساسية ليست في المال والجاه : الطالبة المؤمنة لم يكن إل
  • التعويض الفوري لوامر الله ورسوله : جليبيب لم ي
  • حب النبي ﷺ له : النبي ﷺ لم ينسَ جلي"أفقد حبيبي جليبيبًا!"
  • تكريم الله لعباده المخلصين : النهائي لجليبيب، ووزفافه في الجنة لحور العين، كانت أعظ

الخاتمة:

في هذه القصة تعلمنا أن العبرة ليست بالمظاهر، ولا بالأنساب، بل تحت من الله ورسوله ﷺ. فمن كان صادقًا في طاعته، مخلصًا في قلبه، فإن الله سيكرم جليبيب نال حب النبي ﷺ. قصة جليبيب رضي الله عنه ليست مجرد سيرة صحابي، بل هي درس خالد في الإيمان واليقين بالله. لقد كان رجلًا بسيطًا، لا يملك مالًا ولا جاهًا، ولكنه يمتلك قلبًا عامرًا بإيمان، فرفعه الله مكانًا عليًا.





جليبيب: الصحابي الذي أحبه النبي ﷺ ولم يعرفه الناس
غير معرف

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent