recent
أخبار ساخنة

حقوق الزوج على زوجته: واجبات مهملة يجب على المرأة مراعاتها

حق الطاعة في الإسلام: حدود التزام الزوجة بقرارات زوجها

واجبات مهملة يجب على المرأة مراعاتها

المقدمة:

الزواج في الإسلام علاقة تقوم على المودة والرحمة، وتتطلب التزام كل طرف بواجباته تجاه الآخر. ومع ذلك، هناك بعض الحقوق المهملة التي يجب على الزوجة مراعاتها تجاه زوجها، بما في ذلك طاعته، دعمه في بر والديه، والمساهمة في استقرار الأسرة. في هذا المقال، سنناقش أهم الحقوق التي للزوج على زوجته، والتي قد يغفل عنها الكثيرون، مع الاستناد إلى النصوص الشرعية.


حقوق ( مهملة ) للزوج على زوجته:

  • بر الرجل لوالديه وطاعتهما والإحسان إليهما وتلبية مطالبهما والإنفاق عليهما إن كان دخلهما لا يكفي–  فرض عين على الرجل - ومقدم على حقوق الزوجة والأبناء

  • إذا كان الرجل يعيش مع زوجته وأبنائه في نفس البيت – فعند قدومه يجب عليه الدخول على والديه أولا للإطمئنان عليهما وتلبية كل مطالبهما – قبل الذهاب لزوجته وأبنائه

  • إذا كان الرجل له إخوة أو أخوات صغار ولا يستطيع الوالدين الإنفاق عليهم أو أن الوالدين متوفيان – فيجب عليه الإنفاق عليهم ورعايتهم --- وهذا مستحيل أن ينقص من رزق أسرته ( زوجته وأبنائه )

  • فإنفاق الرجل على والديه وإخوته الصغار لا ينقص رزقه – لأن ما ينفقه عليهم هو رزقهم أرسله الله لهم عن طريقه لأنه يعولهم – وإنما يبارك الله له ويزيد في رزقه ثمرة بر الوالدين وصلة الرحم

  • ولم لم يقم بالإنفاق عليهم فلن يزيد ذلك في رزقه ورزق زوجته وأبنائه وسيكون ذلك سببا في قلة البركة في عمره ورزقه لقطعه أرحامه

  • الزوج البار بوالديه والواصل لرحمه هو الزوج الصالح صاحب الدين – فإن كان الزوج كذلك فعلى زوجته أن تأمنه على نفسها وأبنائهما – أما لو كان عاقا أو قاطعا لرحمه فهو زوج غير صالح ولا يرجى منه خير لزوجته وأبنائه

  • على الزوجة معاونة الزوج على بر والديه وصلة أرحامه وتذكيره إن قصر - لأن ذلك من أسباب زيادة رزق الأسرة والبركة فيه ودليل على صلاح زوجها

  • حق الزوج على زوجته وطاعته وتلبية كل مطالبه مقدم على حقوق والديها وأقاربها - قال رسول الله صلى  الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" ؟ رواه الترمذي – والحاكم / عن أبي هريرة رضي الله عنه

  • القوامة للرجل على المرأة بصفة عامة وبغض النظر عن مستوى التعليم أو المستوى الإجتماعي أو العمر أو .....


يقول الله تعالى:

  • (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) (النساء :34) .
  • " واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن " النساء/34 3
  • قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ): "أي الرجل قيم على المرأة، أي هو رئيسها، وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت".


للرجل على الزوجة حق الطاعة التامة باستثناء :

  1. أي أمر فيه معصية لله
  2. أي أمر فيه مشقة على المرأة ولا تستطيع تنفيذه

  • روى أبو داود والنسائي أن رسول الله قال: ((ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها طاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " متفق عليه


المرأة معالة من الرجل وغير مكلفة بالعمل خارج البيت.

يقول الله تعالى :

  • (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) (الأحزاب :33).
  • (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) (النساء :34) .
  • (( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا)) (الطلاق :7) .
  • " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ( البقرة : 233 ) .


يجب على المرأة خدمة الزوج ورعاية بيته والأبناء ، فالمرأة مطالبة بالعمل في البيت ، كما أن الرجل مطالب بالعمل والكسب خارجه


للرجل أن يشاور زوجته في مختلف الأمور , ولكن القرار له وحده.

  • قال الله تعالى آمراً بالإحسان إلى الزوجة : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19
  • وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي – عن عائشة رضي الله عنها


ولا شك أن مشاورة الزوجة والاستماع لنصيحتها وقبولها منها ، هو من تمام المعروف في العشرة.


ولكن ليس على الزوج قبول مشورة الزوجة ورأيها , فإذا ما بدا للزوج وجه المصلحة في رد قولها ، أو بدا له خطأ في مشورتها ، فعليه أن يتلطف في عدم القبول ، وألا يسفِّه رأيها ، أو يزدري نصحها ، ويبين لها وجه الصواب ، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً


يجب على الزوجة أن تشكر للزوج ما يجلب لها من طعام وشراب وثياب وغير ذلك مما هو في قدرته , وألا تطالبه مما وراء الحاجة وما هو فوق طاقته فترهقه من أمره عسراً بل عليها أن تتحلى بالقناعة والرضى بما قسم الله لها من الخير , وألا تقلد غيرها فحكمة الله سبحانه أن الأرزاق متفاوتة


للرجل الحق في تعدد الزوجات بدون موافقة الزوجة , وليس لها أن تغير معاملتها له أو تنقصه حقوقه , أو تسعى للطلاق , أو تحرض عليه أبنائه , أو تعتقد أنه أهانها بذلك , أو أن تناصبه العداء وزوجته الأخرى


فالمرأة عند قيام زوجها بالتعدد أمام ثلاثة خيارات :

  1. الأول : الرضا بالقدر والتسليم لإرادة الله وقبول شرعه سبحانه - وحسن الظن بالله – وانتظار الخير وألا تشدد على نفسها فيشدد الله عليها – وتستمر في القيام بكافة حقوق الزوج – عند ذلك حتما سيهدي الله زوجها ويستمر في حسن معاملتها والقيام بواجبه نحوها ويعطيها أكثر مما كان وهو زوجها وحدها – كما تكسب الزوجة استقرار أسرتها وسعادتها وحسن تربية ابنائها مع والديهما – ورضا ربها وأجر كبير منه سبحانه
  2. الثاني : كراهية التعدد ورفضه واتهام الزوج ومعاداته وتغيير المعاملة وإهدار حقوقه وتأليب أبنائه وأهله وأهلها على زوجها وتحويل حياتها وزوجها وأبنائها إلى جحيم – عند ذلك يضطر الزوج للبقاء مع الزوجة الثانية وعدم العدل بينهما – وفي ذلك إثم عظيم على الزوجة لرفضها شرع الله عز وجل وتضييع حق الزوج بلا سبب شرعي
  3. الثالث : طلب الطلاق بسبب التعدد وفي هذا :

  • تشتت للأسرة وضياع الزوجة والأبناء

  • إثم عظيم عليها لأنها طلبت الطلاق من غير بأس أو ظلم أو شدة تلجأها لذلك


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ " رواه أبو داود -  عن  ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد طلاقها من زوجها بسبب التعدد – تتزوج من رجل آخر متزوج ! – وترتكب جريمة التطفيف في الحكم على تشريعات الله ( فالتعدد إجرام عندما تكون هي الزوجة الأولى – وجائز ومشروع عندما تكون هي الزوجة الثانية ! ) – ويضيع الأبناء بين زوجة الأب وزوج الأم !

الخاتمة:

في النهاية، فإن الحقوق الزوجية ليست مجرد التزامات فردية، بل هي أساس لاستقرار الحياة الأسرية والمجتمعية. على الزوجة أن تدرك أن طاعة زوجها، دعمه في بر والديه، والالتزام بالحقوق الشرعية يساهم في تحقيق السعادة الزوجية. ومن خلال تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، يمكن للأسرة أن تنعم بالاستقرار والبركة.


author-img
د/ بيرو

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent